أحتفل اليوم بحصولي على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة University of the People، بعد أربع سنوات حاولت فيها الموازنة بين العائلة، العمل، والدراسة.
لم يكن دخول مجال إدارة الأعمال خطوة متوقعة بالنسبة لي، خاصة وأن خلفيتي الأكاديمية السابقة كانت مختلفة تماما، وكذلك مساري المهني. لكني بت قادرا اليوم على الإجابة عن سؤال لماذا أتابع دراسة إدارة الأعمال؟ وما علاقة إدارة الأعمال بالذكاء الصناعي؟
فرصة وليدة أزمة
كما يقول رواد الأعمال والاقتصاديين: “الأزمات تفتح أبوابا جديدة للفرص”؛ وهنا أعترف بأن انتشار وباء كورونا، وما رافقه من حجر منزلي مطوّل، كان المساعد الأول في دفعي نحو هذا المسار؛ فقد اضطررنا إلى الالتزام بالبقاء في المنزل أياما طويلة وهذا منحني وقتا خاليا من أي نشاط، فوجدت نفسي أطرق باب علوم إدارة الأعمال.
واليوم، أرى أنّ إدارة الأعمال لم تكن مجرد تخصص دراسي، بل نافذة على عالم مليء بالفرص والإمكانات؛ فهي تدخل في جميع تفاصيل حياتنا، من إدارة المشاريع، وصولا إلى الحياة اليومية؛ فعلى المستوى المهني على سبيل المثال منحني الخوض في عالم إدارة الأعمال الأدوات اللازمة لتطوير عملي وتحسين أدائي.
بالطبع، الرحلة لم تنته هنا.. طموحي ومخططاتي تتجه – وإن ببطء- نحو إتمام درجة الماستر إن شاء الله، وأتمنى أن أجد الوقت الكافي لذلك.
أتقدم بالشكر الجزيل لمن دعموني في هذه الرحلة، فهم سبب أساسي لوصولي إلى هذه النقطة.
لماذا أتابع دراسة إدارة الأعمال؟ وما علاقة إدارة الأعمال بالذكاء الصناعي؟
بعد تجربتي في دراسة إدارة الأعمال، توصلت إلى فهم أعمق لأهمية هذا المجال، ليس فقط للأشخاص المهتمين بريادة الأعمال، بل لكل من يسعى إلى تطوير مهاراته وفهم كيفية سير الأمور من حوله. وعلاقة إدارة الأعمال بالذكاء الصناعي وسأجتهد في السطور التالية لشرح ذلك:
بداية، أدركت خلال الدراسة أن إدارة الأعمال تعزز من قدرتي على اتخاذ القرارات بأسلوب علمي منضبط، فدراسة القرارات ليست مقتصرة على العاملين في مجال إدارة الأعمال فقط؛ بل في أي نقطة فاصلة أصل إليها في أي موقع، أجد نفسي بحاجة إلى أدوات تساعدك في اتخاذ القرارات السليمة.
ومع دخول الذكاء الصناعي في السنتين الأخيرتين في مختلف مجالات الحياة، وجدت فرصة سانحة للمزج بين مبادئ إدارة الأعمال وأدوات الذكاء الصناعي لاستخدامها بفعالية، فكانت دراسة إدارة الأعمال أداة مساعدة في تطوير خبراتي في هذا المجال، حيث تعلمت كيفية إدارة الموارد، بما في ذلك الأدوات التكنولوجية، بشكل يحقق الأهداف المرجوة.
اليوم، تحول الذكاء الصناعي (بعد أن كان عمله مقتصرا في مجالات ضيقة) إلى مساعد رئيسي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات، وإنتاج محتوى أكثر دقة. وبالتالي، توصلت إلى أنّ القدرة على دمج هذه الأدوات في سير العمل هي الطريقة المثلى لرفع الإنتاجية والجودة وهو ما أعمل على الاستثمار فيه مهنيا وأكاديميا، وهذا ما يطلق عليه في إدارة الأعمال: “مهارات التخطيط والتنظيم”.
أنا واثق بلا شك بأن هناك فرصا كبيرة للإدارة والابتكار بمساعدة أدوات الذكاء الصناعي. لذلك، أعمل باستمرار على التوسع في علوم الإدارة لأحصل على أكبر قدر من الأسس اللازمة لفهم كيفية الاستفادة من هذه الأدوات في تحسين الأداء وزيادة الكفاءة، ودمجها بأساليب العمل المختلفة لتحقيق نتائج أفضل.
ختاما، على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها أدوات الذكاء الصناعي، إلا أنني أدرك تماما أنه لا يمكنها أن تحل محل التفكير النقدي أو التقدير البشري، فبدون منهجية واضحة وأسس متينة في إدارة الأعمال، لن تكون هذه الأدوات غير قادرة على اتخاذ قرارات صحيحة أو رفع مستوى العمل بفعالية.
لذا، أدرك أن نجاحي في استخدام أدوات الذكاء الصناعي يعتمد بشكل كبير على كيفية توجيهها ودمجها ضمن استراتيجيات إدارة الأعمال المنهجية، وهو ما سيمكنني من تحقيق نتائج فعالة ومستدامة.
صحفي سوري، أركز في كتاباتي على موضوعات الذكاء الاصطناعي، أخبار التكنولوجيا، تحسين محركات البحث، المقالات دائمة الخضرة، وأهمية إنشاء المدونات.